مقالات جريئة
آراء العلماء في حديث الكساء
نحن هنا لا نريد بحث هذه المسألة بجميع تفاصيلها، ولكن نشير إليها باختصار غير مخلّ، فإن حديث الكساء من الأحاديث المتواترة عند جميع المسلمين، أما أن يأتي شخص ويركب تركيبة ويؤلف ما يريده ثم ينسبه إلى فاطمة الزهراء (ع) ويستغل شهرة حديث الكساء وتواتره ثم يحور فيه بما يشاء إن مثل هذا العمل مما يقلل من شأن هذا الحديث العظيم ويسخر من سيدة نساء العالمين (ع) وكأنها امرأة عادية. حتى أصبح هذا الحديث من الشّعائر الأساسيّة للتشيّع عند البعض، والّذي لا يمكن، في نظرهم، الاستغناء عنه، ولذا فإنّهم يعتبرون رفضه خروجاً على حقيقة الدّين والملّة والمذهب. والسّؤال: ما هو منشأ…
تسقيط العلماء.. لمصلحة مَن؟!
سلمان عبد الأعلى    محاكم التفتيش... مشروعٌ مستمرّ لعلّي لا أبالغ لو قلت بأنّ محاكم التفتيش التي أطلقها البابا جرينوار التاسع في بدايات القرن الثالث عشر الميلادي وراح ضحيّتها الآلاف من العلماء والمفكّرين بتهمة «الهرطقة» موجودة في تاريخنا الإسلامي، بل نستطيع أن نقول بأنّها لا تزال موجودة حتى في عصرنا الحاضر، ولكن بعناوين أخرى، وبجلّادين من نوعٍ آخر، وبوسائل إقصائيّة وتنكيليّة مختلفة تناسب وضعيّة هذا الزمن، وإلاّ فالفكرة في أساسها موجودة- وهي محاسبة الآخرين على عقائدهم وآرائهم- وإن كانت تختلف في درجتها وكيفيّتها وتفاصيلها عن تلك الموجودة في تاريخ المسيحيّة. فلا يُكابر البعض ولا يتفاخر بقوله بأنّه لا يوجد عندنا…
نداء عاجل جداً إلى طلاب الحوزات العلمية (كفى) ..
حيدر حب الله نعيش اليوم في مرحلةٍ عصيبة من تاريخ أمّتنا، وعنوانها الفرقة والتمزّق، وقد رأينا أنّ الفرقة والتمزّق صارا العنوان العام في علاقات طلاب الحوزات العلميّة مع بعضهم، فتشتتوا إلى جماعات مزّقتها السياسة والفكر والثقافة والاجتهاد في الدين، وفي بعض الأحيان مزّقتها المصالح الشخصيّة والإملاءات الشيطانيّة. وفي كلّ يوم نشهد المزيد من التمزّق والانقسام، حتى انقطعت عرى التواصل الاجتماعي بين كثير من الحوزويّين، ونبذنا بعضنا بعضاً، فما ترى من قريةٍ إلا وعلماء الدين يختلفون فيها، وما ترى من مدينةٍ علميّة إلا وصارت جماعات وأحزاباً متقاطعة.. لا يلقي أحدهم السلام على هذه الجماعة ولا يلاقي أخاه بالبُشر والابتسامة.. وها هي…
مفهوم اللعن في القرآن وموقف الإمام علي من السب واللعن
حسين الراضي الْحَمْدُ لِلَّهِ نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ وَنَسْتَهْدِيهِ وَنَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا مَنْ يَهْدِي اللَّهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَا هَادِيَ لَهُ. وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ انْتَجَبَهُ لِوَلَايَتِهِ وَاخْتَصَّهُ بِرِسَالَتِهِ وَأَكْرَمَهُ بِالنُّبُوَّةِ أَمِيناً عَلَى غَيْبِهِ وَرَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ. وَصَلَّى اللَّهُ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ وَعَلَيْهِمُ السَّلَامُ[1]. لا تزال المشكلة القديمة الجديدة التي تتفاعل على الساحة وهي الفتنة المذهبية القائمة على السبّ والشتم واللعن، وقد طُرحت قديماً في صدر الإسلام كمشكلة تحتاج إلى حلّ، وممّن تصدّى لحلّها أئمتنا (عليهم السلام) وعلى رأسهم أمير المؤمنين (عليه السلام). فلم…
عاشوراء والجدل المتكرّر كلّ عام، ما هو الموقف من هذا الجدل؟ وكيف نتعامل مع هذا الخلاف؟
الشيخ حيدر حب الله السؤال: عاشوراء قادمة هذا العام، ومعها الحزن والجدل. وفي كلّ عام تثار قضايا عاشوراء من على المنابر، ومن خلال المحطّات الفضائية وقنوات التواصل الاجتماعي، وتحتدم المعارك بين المؤمنين أنفسهم، حتى تصل الأمور إلى القطيعة والمقاطعه والاتهامات والتسقيطات. نفس القضايا تثار في كلّ عام من التطبير واللطم والبكاء والجزع وإبكاء الناس في المآتم بغضّ النظر عن المضامين وواقع القصص المرويّة، وهل توافق الموازين الشرعية أم لا. هل تزوّج القاسم في ليلة كذا؟ وهل تكلّم رأس الحسين عليه السلام وهو على الرمح؟ وهل بكت الأرض والسماء دماً ووجد الدم تحت كلّ حجر ومدر عند استشهاد الإمام؟ وهل تحضر…
العثمانيون بعيون منصفة
إنّ إصدارنا للأحكام يتّصف دائماً وللأسف بأنّه ينطلق من نظرة أحادية للأمور، إنّنا دائماً ننظر للمسائل بعين واحدة، والباعث على الأسف والدهشة أكثر أنّنا نعاني جميعاً من هذه المشكلة سواء كنّا متحجّرين ومتطرّفين أو مستنيرين ومنفتحين! ويمكن القول إنّ أحكامنا الصادرة بحقّ الدولة العثمانية مثال بارز لظاهرة التشابه في أنماط التفكير لدى هذين الفريقين المتضادّين. المتطرّف عندنا ينظر إلى الكيان العثماني من موقف شيعي متعصّب فيعتبره بالتالي سُنيّاً عُمَريّاً مُنكِراً للإمامة ومخالفاً لوصيّة النبي وغير معتقد بصاحب الزمان.. وفي ضوء ذلك هو مدان! (حتى في مقابل المسيحية)! أمّا الشخصية ذات التوجّه المنفتح، فإنّه ينظر إلى النظام العثماني على أنّه نظام…
الشيعيّ... السائر على نهج عليّ (ع)
إنّ الشيعي العلوي هو الذي يسير على خطى ونهج عليّ، وعلى قدر قابليته واستعداده، ولا يمكن أن نتوخى لشيعي كهذا أن يكون له مصير أفضل من مصير عليّ في مجتمع أسوأ من المجتمع الذي عاش فيه عليّ، وإذا كنا نسمع ونرى بأنّ فلاناً الخطيب المتفوّه مورد رضا لدى الجميع ولا يسخط عليه أحد، بل تقبله جميع الشرائح والأصناف حتى لو كانت على طرفي نقيض، وهو قادر على مراعاة مختلف الطبائع والمذاقات دون أن يثير حفيظة أحد، أو يؤلّب على نفسه أحداً من التجّار أو الشخصيّات الكبار من وجهاء قريش، أو جبابرة بني أميّة أو جهلة النهروان أو أصحاب القداسة وسيماء…
أسلوب تسقيط الأشخاص، الموقف منه، أسبابه والحلول
حيدر حب الله موضوع التسقيط لا يؤخذ فقط من جانبه الفقهي، بل إنّني أعتقد أنّ المشكلة الأعمق فيه هي مشكلة ثقافة ووعي وأخلاق وأسلوب حياة، فتارةً يحاول الإنسان أن يُسقط فكرةً ما أو مشروعاً ما في الحياة، سواء على المستوى الفكري أو الديني أو الثقافي أو الاجتماعي أو السياسي أو غير ذلك، وأخرى يعمل على إسقاط الأشخاص الحقيقيّين أو المعنويين، فيعمل على إسقاط هذا العالِم أو ذاك، وتسقيط هذه الحوزة هنا أو هناك، أو هذا التجمّع العلمائي هنا أو هناك، أو هذه الجامعة أو هذه المؤسّسة أو هذا المركز وما شابه ذلك. عندما أعتقد أنّ هذا الفكر أو العقل أو…
تصويب منهجي: الشيرازيون و«الطقسنة»... مرة أخرى
  التحوّل في تيار الشيرازي مؤسّس على منهجية قديمة، لكن جرى تفعيلها في السنوات الأخيرة عبد الله العلوي لم تتسنَ لي متابعة كل الردود على مقالة «الشيرازيون و«طقسنة التشيّع«، رغم الحرص على عدم تجاهل «العلمي» منها، وهو قليل على كل حال، ولعل أهمه كان رد الشيخ عبد العظيم المهتدي من البحرين (وكيل مرجعية الشيرازي)، ومقالة إبراهيم جواد المنشورة في «الأخبار» في 13 كانون الأول 2014 بعنوان «الشيرازيون بين المطرقة والسندان!». في المبدأ، تمثّل ظاهرة «النقد» علامة حيوية في أية مدرسة فكرية، فيما تواجه المدارس المغلقة التي تحرم أتباعها من ممارسة حقهم في التفكير الحر والمساءلة والنقد خطر الزوال أو العزلة…