إنهم لا يتقون الله
التعليق الرابع عشر للسيد فضل الله على الأسئلة التي وجهت للشيخ اتبريزي
الصراط س 14: ما هو رأي الشارع الكريم فيمن يقول إنّ الصراط أمر رمزي فيقول: إنّ الكلمة لا تعبّر عن شيء مادي فلم يرد في القرآن الحديث عن الصراط إلاّ بالطريق أو الخط الذي يعبّر عن المنهج الذي يسلكه الإنسان إلى غاياته الخيّرة أو الشريرة في الحياة، وبذلك يكون الحديث عن الدقّة في تصوير الصراط في الآخرة كناية عن الدقّـة في التمييز بين خط الاستقامة وخطّ الانحراف..؟ علماً أنّ حديث المعصوم كثير في مجال تشخيص عينيّة الصراط وتجسّمه.. الشيخ التبريزي: بسمه تعالى، الواجب على المسلم الاعتقاد بالصراط والميزان وغيرها من الأمور الراجعة للآخرة على ما هو عليه في الواقع، إجمالاً…
التعليق الثالث عشر للسيد فضل الله على الأسئلة التي وجهت للشيخ اتبريزي
القيم السماويَّة س 13: ما هو رأي الشارع المقدّس على المستوى الكلّي فيمن يرى: أنّ القيم السماوية ليست مطلقة بل إنّ هناك حدوداً للقيم تنطلق من واقعية الإنسان في حاجاته الطبيعية في الأرض، وبعد أن يتحدّث عن استثناءات تشريعيّة كما في مسألة جواز الكذب في بعض الموارد وحرمة الصدق فيها يقول: على هذا الأساس القيمة حتى في الأديان نسبيّة، القيمة الأخلاقيّة، ولهذا يقول الأصوليّون: ما من عام إلاّ وقد خُص..؟؟ الشيخ التبريزي: بسمه تعالى، إنّ تقييد الأحكام الشرعية كحرمة الكذب ـ مثلاً ـ بعدم الإضرار ونحوه ثبوتاً أمرٌ لا ربط له بقول الأصوليين: (ما من عام إلاّ وقد خُص) لأنَّ نظر الأصوليين في هذه…
التعليق الثاني عشر للسيد فضل الله على الأسئلة التي وجهت للشيخ اتبريزي
القضاء والقدر س 12: ما هو رأي الطائفة المحقّة بمن يرى محصوريّة القضاء والقدر بالواقع الكونيّ دون الواقع الاجتماعي، إذ يقول في ردّه على الشيخ المفيد: إنّ مسألة القضاء والقدر لا تتصل بالأوامر والنواهي الصادرة من الله في التكاليف المتعلّقة بأفعال عباده، بل هي متّصلة بمسألة الواقع الكونيّ والإنسانيّ فيما أوجده الله وفعله وقدّره وطبيعته بالدرجة التي يمكن للإنسان أن يحصل فيها على تصوّر تفصيلي واضح للأسباب الكامنة وراء ذلك كلّه في معنى الخلق وسببه وغايته. وقال في موضع آخر موضحاً بما نصّه: ليس هناك قضاء وقدر، الإنسان هو الذي يصنع قضاءه وقدره، ولكن هناك حتمية تاريخية، وهناك حتميات سياسية،…
الطعن في كتاب سليم بن قيس
يصرّ السيد جعفر مرتضى في كتابه "مأساة الزهراء (ع)" على أن كتاب سليم بن قيس "معتمد" وأن العلماء قد تلقوه بالقبول والرضا، وفي هذا الصدد يقول:   كتاب سليم يعد من أوائل ما ألفه قدماء الأصحاب، وهو يعبر عن أصول وثوابت المذهب بصورة عامة، وقد تلقاه العلماء بالقبول والرضا، ولا نجد فيه أي أثر لهذا الخلط المزعوم... نحن لا نرى أي مبرر لاستثناء كتاب سليم من ثقافتنا التاريخية والاعتقادية، بل إن قدمته، واتصال مؤلفه بعلي أمير المؤمنين (ع)، وبعدد من الأئمة بعده يرجحه على كثير مما عداه من كتب ألفت بعده بعشرات السنين... إننا إذا رجعنا إلى كتاب سليم بن…
مَنْ هو العابس؟ {عَبَسَ وَتَوَلَّى* أَن جَاءهُ الْأَعْمَى}
قبل الخوض في مسألة العبوس بوجه الأعمى الذي جاء النبيَّ (ص) وهو مُجْتَمِعٌ بصناديد قريش يدعوهم للإسلام، يعرض السيّد عبد السلام زين العابدين في كتابه (مراجعات في عصمة الأنبياء من منظور قرآني) وابتداءً من الصفحة 410 رأي السيّد في تفسيره لسورة (عبس) بالنقاط التالية: الرفض القاطع للرواية التي تنقل تصوّرات النبيّ (ص) عن الانطباعات التي يمكن أن تحصل لدى صناديد قريش بأنَّ أتباعه هم العميان والعبيد فحسب، وقد جاء في هذه الرواية: «وقال في نفسه ـ أي النبيّ (ص) ـ يقول هؤلاء الصناديد إنَّما أتباعه العبيد والعميان، فأعرض عنه» (أي فأعرض عن الأعمى ابن أم مكتوم). يرى السيّد أنَّ هذا…
الهم اليوسفي
في كتابه (مراجعات في عصمة الأنبياء من منظور قرآني) يعرض السيد عبد السلام زين العابدين رأي سماحة السيّد فضل الله حول الآية 24 من سورة يوسف وذلك من الصفحة 175، وقد جاء في هذا الباب بأنّ ما ذهب إليه السيّد فضل الله يرتضيه جميع أعلام التفسير الشيعة على الإطلاق. إنَّ ما فسّره السيّد فضل الله ما ورد في سورة يوسف (ع) {وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِهَا لَوْلا أَن رَّأَى بُرْهَانَ رَبِّهِ كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاء إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ} [يوسف:24]. لا يرى فيه علماء التفسير ـ كما يقول السيّد عبد السلام زين العابدين ـ أيّة منافاة للعصمة، وهتكٍ للحرمة،…
سذاجة آدم (ع)
أُخذ على السيّد فضل الله أنَّ آدم (ع) كان يعيش البساطة والطيبة والعفوية والبراءة والسذاجة.. يردّ سماحة السيّد عبد السلام زين العابدين على ذلك في كتابه (مراجعات في عصمة الأنبياء من منظور قرآني) ص 60 وتحت عنوان: السذاجة هي البساطة والبراءة، لا البلاهة، فيقول نقلاً عن لسان العرب: إنَّ معنى السذاجة ليس كما يتبادر إلى بعض الأذهان ـ خطأً ـ من أنَّها البلاهة التي تعني الحماقة والسفاهة وعدم العقل. فالأبله هو الأحمق الذي لا تمييز له. كلّا، إنَّ السذاجة في اللغة بمعنى عدم امتلاك البرهان القاطع، فالإنسان الساذج هو الذي يعيش على الفطرة والبساطة والعفويّة. يقول ابنُ سيده: أراها غير…
جنّة آدم (ع) دور الطفولة البشريّة
من «المآخذ» التي انتقد بها البعض سماحة السيّد فضل الله هو قوله: إنّ آدم (ع) كان طيِّباً ساذجاً، وإنَّ الجنّة كانت تمثّل «دورة تدريبية» له، وإنّه كان يعيش «الضعف البشري» وإنَّ معصية آدم كمعصية إبليس. وحول المقولة الأخيرة (معصية آدم كمعصية إبليس) وبالعودة إلى ما يقوله السيّد  في تفسيره (من وحي القرآن) ج1 ص182، فإنّه يصرّح بأنَّ معصية إبليس كانت «تمرّداً واستكباراً على الله»، بينما لم تكن معصية آدم (ع) «تمرّداً على الله وعصياناً لإرادته» كما ويصرّح بأنَّ معصية إبليس كانت معصية لأمرٍ مولويّ، بينما كانت معصية آدم لنهي إرشاديّ، «وأنّ كلمة المعصية لا تختصُّ بالمعصية القانونيّة المستتبِعة للعقاب، فيصحُّ…
كيف تناسل أولاد آدم (ع)؟
يأخذون على السيّد فضل الله أنَّ توالد أولاد آدم، تمَّ بتزوّج الإخوة من الأخوات، أي إنَّ قابيل تزوّج من أخته، وهابيل تزوّج من أخته.. وفي هـذا يقـول السيّد عبد السلام زين العابدين صاحب كتاب (مراجعات في عصمة الأنبياء من منظور قرآني) ص 27 وما يليها. «... وكأنَّ هذه المقولة قد انفرد بها (السيّد)، ولم يقل بها أحدٌ قبله، والحال أنَّ هذا الرأي يذهب إليه الكثير من أعلام الشيعة القدماء والمعاصرين، ويدافع عنه السيّد الطباطبائي في ميزانه ويتبنَّاه، ويعتبره موافقاً للقرآن الكريم، فيما يُعتبر الرأي المخالف والرواية التي جاءت به مخالفاً للقرآن، فينبغي أن يُطرح «ما خالف كتاب الله فهو زخرف».…