الأسئلة والأجوبة
الإمامة وأمور متعلقة

 س: لقد استمعت إلى بعض الأدلة من شيعة آل محمد (ص) بأفضلية الإمام أمير المؤمنين علي ابن أبي طالب على سائر الأنبياء عدا رسول الله (ص). فما مدى صحة ذلك؟ وإذا ثبت ذلك، فما هي الأدلة الصحيحة التي تؤيد الأفضلية؟
ج: لعل موضوع الأفضلية بالنحو الذي يوجب الاستغراق في ذلك بعيداً عن الانتماء للخط الذي يمثله الإمام علي (ع) من خلال كون ذلك هو الإسلام الأصيل، لا قيمة له، لأن الذي يؤمن بذلك إيجاباً دون أن يدفعه ذلك للإقتداء به، لا يكون لإيمانه هذا أية قيمة، لأن الإيمان هو المحرك للعمل، وبغضّ النظر عن أن ذلك لا معنى له، ونحن يكفينا أن نؤمن بأن الإمام علي (ع) قد بلغ حداً من الفضل والكمال أهَّله لأن يكون الشخص الذي أنيط به إكمال سيرة رسول الله (ص) من بعده.

س: هل يعرف الائمة منطق الحيوانات: الطيور كما دكر في الاختصاص؟ هل يعلم الائمة جميع اللغات؟ هل يعلم الائمة جميع احوال الناس عند رؤيتهم و هل لهدا تأويل؟
ج: لا دليل على ذلك على نحو مطلق، إلا ما ورد من خلال دليل خاص ومعتبر، يدل على ذلك فنأخذ بهذا المقدار ولا يمكن التعميم ولا سيما وأن التعميم مخالف لظواهر عديدة في القرآن الكريم والمشكلة هو أن الأحاديث والتي يراد من خلالها الإعتماد عليها إثبات بعض العقائد لا بد وأن تكون قطعية الصدور، وما دام يتطرق الشك لصحة نسبة الحديث فلا يمكن الوثوق به إذا لم تكن هناك قرائن توجب العلم بصحة السند.

س: أنا اخوكم مسلم سني اريد التعرف على المذهب الشيعي.
ج: المذهب الشيعي هو الالتزام بإمامة علي بن ابي طالب (ع) والأئمة من بعده والاعتقاد بولايتهم وعصمتهم وخلافتهم للنبي (ص) ويلزم لذلك اتباع فقههم وأنهم الحجج بعد النبي (ص) يحملون علم الإسلام وأحكام الشرع الحنيف، ونحن في ذلك نعتقد بأن المذهب الشيعي ليس شيئاً زائدا على الإسلام فإنه مما جاء به النبي (ص) عن الله تعالى ولاية الأئمة من أهل البيت (ع) وذلك حفظاً للدين واستمراراً له. ونحن مستعدون إن شاء الله تعالى للإجابة عن اية تفاصيل وأمور متعلقة بذلك.

س: ما الدليل على عصمة الأئمة الإثني عشر (عليهم السلام) من القرآن الكريم والحديث الشريف ؟ حيث نرى أن حديث الكساء يتحدث عن الإمام علي والسيدة فاطمة الزهراء والإمامين الحسن والحسين (عليهم السلام) فقط ولم يتحدث عن بقية الأئمة التسعة (عليهم السلام) فأين الدليل على عصمتهم جميعاً كعصمة الأنبياء (عليهم الصلاة والسلام)؟
ج: الدليل على عصمتهم من القرآن الكريم آية التطهير وهي قوله تعالى "إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيراً" وكذا ما دل على ولايتهم ووجوب طاعتهم وكونها من طاعة الله ورسوله، ومن الحديث الشريف مثل قوله (ص) بحق علي (ع) "علي مع الحق والحق مع علي" "مثل اهل بيتي فيكم كسفينة نوح من ركبها نجا ومن تخلف عنها غرق وهوى" و"إني تارك فيكم الثقلين ما إن تمسكتم بهما لن تضلوا بعدي ابدا كتاب الله وعترتي أهل بيتي" وغير ذلك وهذا يُتعدى به لسائر الأئمة (ع) بضميمة ما دل على وجود أئمة إثني عشر واجبي الطاعة يتعاقبون في ولاية أمر المسلمين.

س: انا من المسلمين الشيعة الموالين لأهل البيت ومن المحبين للامام المهدي، ولكن لااستطيع ان اؤمن بان الامام حي غائب وسوف يظهر، فما هي نصحيتكم لي؟
ج: عليك أن لا تصر على عقيدة ما إلا بالدليل فإن كان الدليل على عكسها فعليك اتباعه، وإيماننا بالإمام المهدي (عج) على النحو المعروف من كونه حياً غائباً إنما ذلك من خلال ما ثبت بالدليل من أخبار وتناقل موثوق هذا فضلا عن أن المسألة متعقلة وليست بعيدة عن العقل فقد أخبرنا القرآن الكريم عن عمر النبي نوح (ع) وتحدث التاريخ عن اشخاص آخرين كذلك كذي القرنين وغيره مما يجعل عقيدة الإمام المهدي (عج) غيب من غيب الله نؤمن به إيماننا بالغيب ، قال تعالى "ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين الذين يؤمنون بالغيب".

س: ماهو العلم الحضوري وماهو العلم الحصولي ؟ وهل علم أهل البيت ( عليهم السلام ) حضوري أم حصولي؟
ج: العلم الحضوري هو كعلم النفس بذاتها، لأننا إذا قلنا ان محل الإدراك هو النفس (الأنا) (الذات الانسانية) فيكون إدراك الانسان لنفسه هو من قبيل العلم الحضوري عندئذ لأنها حاضرة بنفسها لدى العالم، في مقابل حضور صورة الشيء لدى العالم.. كما في موارد العلم العادي وهو ما يسمى العلم الحصولي.. اي العلم الحاصل بتوسط الصورة فيحصل بعد ان لم يكن ولذلك فيمكن ان يكون الجهل هنا مقابلا لهذا النوع من العلم وأما في موارد العلم الحضوري فلا يمكن تصور الجهل وايا كان الأمر فإن علم الأئمة (ع) هو إما من القسم الثاني او بإلهام من الله سبحانه وتعالى ومسألة التفويض بالمعنى الذي ذمّه الأئمة (ع) ليس من معتقدات الشيعة، وحتى لو سلمنا بذلك فإن الأمر لا يجعل ان يكون علمهم (ع) من قبيل العلم الحضوري والله العالم.

س: نحن الشيعة الإمامية الإثناعشرية نرى أن الأئمة (عليهم السلام) أفضل من الأنبياء ، فهل توافقنا على ذلك؟
ج: ومن قال إن الشيعة الإمامية يرون ذلك؟ لأن العكس هو الصحيح وذلك لأننا قد بينا ان الإمامة المذكورة في القرآن تعني النبوة وليست الإمامة المصطلحة وبالتالي فقد كان كل نبي إمام، وليس بالضرورة عندئذ أن يكون كل إمام نبياً.

س: من الثابت في العقيدة الاثنى عشرية الحقة أن الإمامة لاتثبت إلا بالنص وكثير من النصوص التي تدل على الأئمة الاثني عشر باسمائهم قبل أن يولدوا وتنص عليهم مثبتة وكثيرة بل متواترة لدينا ولكن مما يبعث على السؤال الذي نأمل منكم إيضاحه سماحة السيد أن الكثير من الثقاة الخلص من أصحاب الأئمة كانوا يستعلمون عن من سينوب الأمام عليه السلام من بعد وفاته في حياته ومنهم الصفوة والطليعيون مثل المفضل بن عمر الضبي وغيره كان يسال الصادق عليه السلام عن صاحب الأمر من بعده فكيف غابت هذه النصوص عنهم وعن وعي الأمة الشيعية على نحو عام فالبعض توهم أن عبد الله بن جعفر هو الأمام وليس الأمام الكاظم عليه السلام والكثير كان يعتقد أن محمد بن علي الهادي وهو شقيق الأمام الحادي عشر الحسن العسكري هو الأمام وليس الحسن العسكري عليه السلام  بل إن البعض قد ادعى الإمامة مثل جعفر ابن الإمام الحادي عشر المنعوت بجعفر الكذاب واستطاع أن يموه دعواه لفترة من الزمن على قسم من جمهور الأمة واستفتوه ببعض المسائل التي أحرجته فظهر الأمام الحجة عجل الله فرجه وافتاهم بها واثبت إمامته الحقة بل الأمر تطور على نحو حرج فافرز فرقا مثل الواقفية وتنظيرا مودلجا لبعض الفرق مثل الإسماعيلية . هل الموضوع يصب في دائرة التقية والخوف على شخص الأمام النائب عليه السلام من التصفية الجسدية فحرص أبيه أن يقلل من كم الأحاديث وعدم ضخها بشكل متواتر بنحو يفضي لتسليط الأضواء عليه أم أن الموضوع صادر من  ما يسمى بلاغيا ( بتجاهل العارف ) على الطريقة الإبراهيمية في نظره إلى السماء في وعي دعوتي تبليغي والأسئلة كانت مفتعلة من هؤلاء الأصحاب كي يستفزوا وعي الأمة ويرسخوا فيهم الإنشداد إلى شخص الأمام الجديد عليه السلام  أم أن هذه الأحاديث التي تصب في السؤال عن شخص الأمام معظمها غير صحيحة أم أن الكم التدويني على نحو ما نجده في كتاب البحار والوسائل نظائره كانت غائبة عنهم فغابت الأحاديث بسبب التقية أو بسبب نقص في الوعي التدويني وتوثيق أحاديث اهل البيت عليهم السلام هل الإجابة هي مركبة من هذه الاحتمالات الأخيرة أم أن هناك اوجهاً أخرى وما هي هذه الأوجه نأمل بيان هذا الأمر.
ج: أولاً هناك بعض التحفظات حول الروايات المشتملة على تفاصيل الأسماء بلحاظ بعض علامات الاستفهام، ومن المحتمل جداً أن بعض صحابة الأئمة(ع) لم يكونوا مطلعين تفصيلاً على تلك الأخبار أو من باب إقامة الحجة عن لسان المعصوم ونقلها للناس أو كان إخفاء الأمر لمصلحة تعود للإمامة وموقعها واستمرارها.

س: يعتقد بشكل واسع لدى بعض الشيعة بأن علي (ع)هو قاشع المشاكل. أي انه الذي يساعد كل مؤمن ويقال إنه ساعد كل الأنبياء من آدم (ع) إلى محمد(ص) . كذلك يقال إنه معلم جبريل فهل هذا صحيح؟
ج: ليس ذلك صحيحاً.