الأسئلة والأجوبة
الإلهيات وأمور متعلقة

س: تقولون لا يوجد إنسان ملحد وإنما شاك ؟ هل تتفضلون بإيضاح هذه الفكرة؟
ج: المقصود بالكلام أن الملحد لا يملك أية حجة على الإلحاد لأنه لا يستطيع الاستدلال على نفي وجود الله لتوقف ذلك على الإحاطة بالوجود كله على نحو الاستقرار وعلى الحجة على عدم الإمكان بإثبات الاستحالة العقلية لوجوده وكل ما هناك أن يقول أنه لم يثبت عندي ذلك لأني أناقش الأدلة المذكورة.

س: بما اننا نعتقد ان الله تعالى مطلق الكمال لا نقص في كماله ولا ريب في حكمته ولا جور في قضائه ولا ظلم في تدبيره فحين نبصر إنساناً ناقص التكوين مشوه الخلقة أصم أو أبكم أو أعمى أو مقعداً أو ناقص الأطراف يحق لنا أن نسألكم. بكل حيرة لماذا خلقه الله هكذا؟ وإذا مات فما هو مصيره هل الجنة أم النار؟
ج: شاءت حكمة الله وسنّته أن يتمّ خلق الإنسان عن طريق التناسل بين الزوجين ويكون لعوامل الوراثة والصفات الخُلقية والخَلقية التأثير المباشر على الجنسين، ولذلك فإن الخلق المشوّه إنما يكون من خلال طبيعة القانون المودَع في الخلق، والذي يقتضي أن تسير الأمور بأسبابها، مع أن ذلك قد ينطوي على الحكمة في فعله سبحانه وتعالى وإن كانت تخفى علينا؛ على أنّه ليس هناك من شرّ مطلق في الحياة، فما نحسبُه شرّاً في جانب قد ينطوي على أكثر من جانب للخير، مما تقتضيه طبيعة المادّة المحدودة والله العالم. إذا مات الطفل قبل بلوغه، فالظاهر أنه لا يعذب في الآخرة بل إنما يكون من أهل الجنة، لأن الله لا يعذب من لا يكون مكلفاً.

س: أ- هناك قسم من العلويين والإسماعيليين يقولون إن محمداً وعلياً هما نور الله، فهل هذه الكلمة تدل على شرك أو كفر؟ ب- هناك الكثير من الفرق أعلاه يقولون: الله – محمد – علي، فهل هذا يدل على شرك؟ ج- الكثير منهم من يقول بوحدة الله محمد علي، كما يعتقد المسيحيون بالثالوث: الله عيسى والروح القدس، فهل تعتبرون من يقول بوحدة الله ومحمد وعلي مشركاً وكافراً؟ د - الكثير من الفرق أعلاه يؤمنون بالله رباً وبمحمد(ص) نبياً وبعلي (ع)كونه أول إمام، ولكنهم لا يرون وجوب الصلاة اليومية أو وجوب صوم رمضان أو الحج إلى مكة، فهل تعتبرون هؤلاء كفاراً أم تعتبرونهم مسلمين كونهم يقولون الشهادتين؟
ج: أ ـ إذا كان المقصود بالكلمة هو أن الله وهبهما نوراً منه لا على نحو الجزئية فلا كفر في ذلك. ب ـ الظاهر أن مقصود هؤلاء الإعلان بأن الله هو الرب، وأن محمداً هو النبي المرسل من عنده وأن علياً وصيّ الرسول، فلا كفر في ذلك، وليس المقصود كونهما شريكين في الألوهية. ج ـ إنه مخالف للمضمون التوحيدي للعقيدة، لأن محمداً وعلياً هما عبدان لله ومخلوقان له د ـ إن وجوب هذه الأمور من ضروريات الدين، وإنكارها يوجب تكذيب الرسول، وذلك موجب للكفر مع الالتفات إلى الملازمة بين الإنكار والتكذيب، أما إذا كان لشبهة فلا يوجب الكفر بل الضلال.

س: سبق و قد اطلعت على أدلة وجود الله عند فلاسفة عرب و غير عرب، وأحب أن أطلع على الأدلة المعتمدة عند مراجع الشيعة، و أراكم خير مصدر لذا أطلبها منكم.
ج: يوجد عدة أدلة يفصل الكلام فيها في المباحث العقائدية منها الدليل الفطري بوجود الفطرة السليمة عند كل إنسان التي تهديه الى وجود خالقٍ له كما قال تعالى "فطرة الله التي فطر الناس عليها" فسرت عنهم (ع): فطرهم على التوحيد وهناك الأدلة العقلية كدليل العلية أن كل معلول لا بد له من علة وقد أشار القرآن الكريم لذلك: "إن في خلق السموات والأرض واختلاف الليل والنهار لآيات لقوم يعقلون".

س: ماهى حكمة الله سبحانه وتعالى من تعذيب الأنسان في الوقت الذى خلق فيه ابليس لغوايته، وجعل الانسان ضعيفاً أمام الشهوات ، ولم يشأ هدايته في المقام الأول ، حيث قال سبحانه وتعالى بسم الله الرحمن الرحيم ( انك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدى من يشاء) ، ( ولو شاء الله لهدى الناس جميعاً) ، فاذا كان الله لم يكتب للأنسان التقوى والهدايه فلماذا يحاسبه على المعصية؟
ج: الكلام بأن الله لم يكتب للإنسان التقوى والهداية غير صحيح والصحيح أن يقال إن الله هيأ أسباب الهداية له وهداه النجدين وألهم نفسه فجورها وتقواها وجعل له الوسائل التي تحصنه من الغواية والضلال من الرسالات والشرائع والرسل والعقل، والآيات المذكورة لا تدل على سلب اختيار الإنسان ولكن تدل على أنه لو اختار سبيل الهدى فالله يشاء له الهدى وأن الله لو شاء لجعل الناس كلهم مهتدين لكنه بنى الحياة على أساس التكليف ليصل الإنسان الى كماله باختياره.

س: ما هي الحكمة من خلق السموات والأرض في ستة أيام مع العلم أن الله يقول للشيء كن فيكون؟
ج: (كن فيكون) لا تعني فورية الحدوث وتجاوز المراحل الطبيعية التي تنسجم مع طبيعة المخلوق، بل المراد بالآية الكريمة هو عدم تخلف المراد عن الإرادة الإلهية وحتمية وجوده حين اكتمال الإرادة المقدسة، وذلك بالنحو الذي يتناسب مع طبيعة كل موجود، رغم قدرة الذات الإلهية على الإحداث الفوري الذي لا يحدث إلا في حالة الإعجاز، كما في ولادة عيسى عليه السلام.

س: إذا كان الله عزوجل يعلم بأن الشيطان نقمة للانسان فلماذا خلقه؟
ج: لقد خلقه قبل خلق الإنسان وكان يعبد الله عز وجل ويسبِّحه ولكنه ـ وهو مكلف ـ عصى الله واستكبر عن التزام امره فقضى الله عليه بالنار خالدا فيها لكنه استمهل الله عز وجل ليوسوس للانسان الذي فضله الله عليه فأمهله الله وابتلى به الإنسان مع تهيئة كل وسائل الهداية والتحصّن من الشيطان والانحراف، وقد جعل الله الدنيا دار بلاء وامتحان وعمل والآخرة هي دار القرار والجزاء والخلود.

س: هل يتنافى اختلاف وتفاوت  البلاء بين الناس مع عدالة الله عز وجل، وكيف؟
ج: لا يتنافى ذلك مع عدالة الله تعالى لأن البلاء منه ما يأتي بحسب أعمال الناس ومنه ما يكون امتحانا بحسب القدرات والاوضاع والمسؤوليات وفي كل حال يؤجر الإنسان على قدر بلائه.

س: أنا لااستطيع ان افهم فكرة مفادها ان الانسان هو عبد لله .فالله خلق الانسان بارادته.ولم يجبره احد على تفضيل الانسان على كافةالمخلوقات. فليس الانسان من قال لربه ان يخلقه. أرجو التوضيح.
ج: هذا لا يستلزم عدم معقولية فكرة أن الإنسان عبد الله، بل خلق الله للإنسان معناه عبودية الإنسان لله تعالى وارتباطه به وأن الله ربه ومولاه يقضي ويحكم عليه بما يشاء ولكن بحكمته وعدله ورحمته، ولو صنعت ثوبا لنفسك بيدك فهل ترفض فكرة أنه ملك لك؟

س: سئل الكاظم (ع) عن معنى قول رسول الله (ص): " الشقيّ مَن شقي في بطن أمه، والسعيد مَن سعد في بطن أمه "، فقال : الشقي مَن علم الله وهو في بطن أمّه أنه سيعمل أعمال الأشقياء، والسعيد مَن علم الله وهو في بطن أمه أنّه سيعمل أعمال السعداء، قلت له: فما معنى قوله (ص): " اعملوا فكلّ ميسّر لما خلق له " ؟ فقال : إنّ الله عزّ وجلّ خلق الجنّ والإنس ليعبدوه ولم يخلقهم ليعصوه، وذلك قوله عزّ وجلّ: { وما خلقت الجنّ والإنس إلاّ ليعبدون }، فيسّر كلاً لما خُلق له، فالويل لمن استحبّ العمى على الهدى. اليس الله تعالى قادر على أن يجعل ذاك الشقي سعيدا؟ لما خلق الله الشقي وخلق السعيد؟ لماذا لا يخلقهم جميعا سعداء؟ وبما أن الله جل وعلا يعلم بأن هذا الانسان شقي وسوف يذهب النار، لماذا خلقه وهو لطيف على عبده ورحمته تسبق غضبه؟ هل خلقه ليذهب الى النار؟ وبالتالي ، هل الانسان مخير أم مسير؟
ج: الإنسان مخيّر في أعماله ومكلف بالطاعة وقد يسّر الله له كل اسباب الهداية من رسل وشرائع ومواعظ وكتب وبينات وعقل وفطرة وقد تفضل الله تعالى عليه بالرحمة واللطف والعفو وفتح باب التوبة، ورحمته وسعت كل شيء والحديث المذكور يدل على ان الله تعالى لم يخلق إنساناً شقياً بل الإنسان يشقى بعمله والله تعالى يعلم بعلمه الغيب وإحاطته بكل شيء ما سيصير اليه الإنسان بيده واختياره وهذه طبيعة الحياة من تكليف واختيار ووصول للنتائج، والانسان في ذلك مكرم يستطيع ان يصل الى درجات القرب من الله والنعيم الابدي ووصوله الى النار والغيب الإلهي يكون بكفره وعناده وجحوده الاختياري.

س: كيف تفسر أن الله يغضب حين تعصاه ويرضى حين تطيعه. ألا يعني ذلك إننا نمنح الله صفاتاً إنسانية؟
ج: غضب الله عقابه وبُعد العبد عن ربه ورضاه رحمته ونعيمه والقرب منه وهاتان الصفتان تجوزان على الله تعالى.

س: هناك إشكال وسؤال محير يطرحه اللادينيون والملحدون وهو أن المؤمنين بوجود الله ورغم كل الأدلة التي يسوقونها لإثبات وجوده غير قادرين على إثبات وجوده خارج الذهن أي في العالم الخارجي فكيف ندفع هذه الشبهة؟
ج: إن كان مقصودهم بالوجود الخارجي لله سبحانه بأنه يكون جسماً في مكان ما فنحن لا ندعي ذلك بل نقول ان الله تعالى موجود لا بمكان وليس جسما حتى يحويه مكان او يمكن إثبات وجوده الخارجي، بل إن العقل بحكم بلا بدية وجود خالق ومدبّر لهذا الكون، ثم ان الذي يحتاج الى دليل هو إثبات عدم وجود خالق ومدبر لهذا الكون.

س: نعرف ان الله سبحانه وتعالى قادر على كل شيء وقادر على فناء كل شيء فهل له القدرة على ان يفني نفسه ؟
ج: هذا السؤال خطأ في ذاته لأن الله سبحانه هو الأبدي السرمدي الذي لا يعرضه الفناء ولذلك فان الفرضية غير معقولة ولا بد أن تكون القدرة بالمعقول.

س: تراودني وسواس وأسئلة حول ماهية الله وان كيف ان الله موجود في كل مكان فما جواب ذلك وعلاجه؟
ج: لا يستطيع الإنسان أن يدرك كنه الذات الإلهية المقدسة، ولكن عرفنا ربنا بوجوده ووحدانيته وأنه الخالق والقادر والحكيم والعليم، وبسائر أسمائه الحُسنى وصفاته العليا، ووهو معنا أينما كنا لأنه تعالى بكل شيء محيط، وليس موجوداً بوجود مادي متحيز لأنه ليس مادة ولا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار، وعندما سئل الإمام علي (ع) هل رأيت ربك حين عبدته، قال (ع) [ ويلك ما كنت أعبد رباً لم أره، لا تدركه العيون في مشاهدة الأبصار، ولكن رأته القلوب بحقائق الإيمان].

س: هل ان لله تعالى يد وعين وساق مع تنزيه تشبيهه جل وعلا؟ ليس كمثله شيئ ولكن هل صحيح بان له هذا؟ وهل الصفات المذكورة في القران صفات ذاتية ام انه تشبيه مجازي والى ما هناك؟
ج: إن الله تعالى ليس مادة وجسماً، فلا يتصف بصفات المادة والمخلوقات في الوجود الجسمي المتحيّز والأعضاء ونحو ذلك، وما ورد من تعابير في القرآن الكريم كاليد والوجه فليس المراد بها الأعضاء الجسدية بل هي كناية عما هي منافع هذه الأعضاء لكن بشكل تام يليق بالخالق كالقدرة وغيرهما، قال تعالى:[لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ]، [لاَّ تُدْرِكُهُ الأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الأَبْصَارَ]، وقد ورد في تعبير العرب إستعمال اليد وإرادة القوة والعرش وإرادة السلطة والوجه وإرادة الذات وما إلى ذلك.

س: من الذي يرفع العرش؟ وهل سنرى العرش في الآخرة؟
ج: الملائكة الموكلون بذلك ولا يمكن رؤية العرش يوم القيامة.

س: أنا شاب مسلم شيعي أعاني من الشك و ربما الالحاد، الأمر الذي سبب لي مشاكل نفسية كبيرة على الرغم من حبي الشديد للاسلام ولأهل البيت و مواظبتي على قراءة القرآن و نهج البلاغة. اطلعت على الكثير من الفلاسفة و الديانات، ولم أجد أرقى و أروع من أئمتنا ومفكرينا ورغم ذلك أصبحت مادي الفكر والفلسفة، وأصبحت أشك بوجود الخالق. تواصلت مع العديد من رجال الدين حول ذلك، إلا أني لم ألق منهم الجواب الشافي. فلجأت لسماحتكم لعلي أسمع قولاًً يريح قلبي أو نصيحة معينة.
ج: إثبات الصانع عز وجل هو أمر أبسط مما تتصور، لأنك إن جزمت بأن الأمور لم توجد صدفة، وأن لهذه المخلوقات خالقاً، فلا يمكن أن يكون ذلك الخالق إلا ما نسميه (الله) تعالى. وعلى كل حال فإنه يمكنك محاورة بعض العلماء الموثوقين ليروا ما هو الإشكال بالضبط.

س: متى وجد الله؟
ج: لم يخل زمان من الله تعالى حتى يقال متى وُجد، وذاته لا يحدها زمان ومكان، وهذا يتعقل من خلال الدليل على وجود الإله الخالق وإن لم يتصور بصورة ذهنية لعدم إدراك عقولنا لكنه الذات الإلهية، فالله تعالى هو الوجود المطلق الأزلي الأبدي أي لا بداية له ولا نهاية.