عقائد وفقه
إشكالات حول الإمامة
إنّ الإمامة هي أمر حقيقي فقط فلا يخرج المسلم عن إسلامه إذا لم يؤمن بها، فلماذا جاء في حديث الأئمة مَنْ ماتَ ولم يعرف إمامَ زمانه ماتَ ميتةً جاهلية؟ هناك بحث في المصطلحات، وهناك بحث في عمق المسألة، ففي عمق المسألة من قال لا إله إلاّ الله محمد رسول الله كان مسلماً له ما للمسلمين وعليه ما عليهم، يتزوّج منهم ويزوّجهم، ويرثهم ويرثونه، فليس في الجوّ الإسلامي العام أيُّ شيء يجعل الذي ينطق الشهادتين غير مسلم، وهذا أمرٌ جرى عليه رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلّم)، وجرى عليه أمير المؤمنين (ع)، وجرى عليه الأئمة من أهل البيت (ع) في…
هل النبي يجتهد؟
اجتهاد النبي (ص) من كتاب (الشريعة تواكب الحياة) للشيخ حسين الخشن ص106 حول موضوع اجتهاد النبي محمد (ص)، يناقش سماحة الشيخ الخشن هذه المسألة، رافضاً الاتجاه الذي يرى بأنّ النبي يخطئ في غير التبليغ، فيقول: إنّنا لا نقبل بالفكرة القائلة بأنّ النبيّ(ص) قد يجتهد ويعطي رأياً معيّناً في القضايا الدنيوية ثم ينكشف خَطَأُ رأيه، كما يرى بعض المسلمين ويستدلّون عليه ببعض الأدلّة، وأهمّها حادثة تأبير النخل، وهي ما رواه مسلم بإسناده إلى رافع بن خديج قال: قدم نبيّ الله (ص) المدينة وهم يؤبّرون النخل، فقال: ما تصنعون؟ قالوا: كنّا نصنعه. قال: "لعلّكم لو لم تفعلوا كان خيراً". فتركوه؟ فنفضت (لم…
الشّهادة الثّالثة في الأذان والإقامة
الشّهادة الثّالثة في الأذان والإقامة الشّيخ ياسر عودة نحن هنا لا نريد بحث هذه المسألة بجميع تفاصيلها، ولكن نشير إليها باختصار غير مخلّ، باعتبار أنّ الشّهادة الثّالثة في الأذان والإقامة، أصبحت من الشّعائر الأساسيّة للإسلام عند البعض، والّتي لا يمكن، في نظرهم، الاستغناء عنها، ولذا فإنّهم يعتبرون عدم إتيانها خروجاً على حقيقة الدّين والملّة والمذهب. والسّؤال: هل إنَّ الشّهادة الثّالثة جزء من فصول الأذان والإقامة؟ وهل هناك في الأدلّة ما دلّ على الجزئيّة في المقام؟ وما هو منشأ هذه الشَّهادة وأقوال العلماء فيها؟ ـ أوّلاً: لم يقل أحد من العلماء المشهود لهم بالفقاهة والنّباهة، إنّ الشّهادة الثّالثة جزء أو فصلٌ…
العصمة والقرآن
•كيف يمكن التوفيق بين القول بالعصمة المطلقة للأنبياء عليهم السلام، وبين ما في القرآن الكريم من قصص يفهم من ظاهرها ارتكاب بعض الأنبياء للمعاصي؟ وهل صار التأويل في مثل تلك الآيات هو القاعدة بدلاً من كونه الاستثناء؟ هناك نقطتان في هذا المجال: النقطة الأولى: من الناحية العقلية، وهي أنّه إذا ثبتت لنا العصمة من الناحية العقلية، وكانت هناك آيات ظاهرها عدم العصمة، فنقول إنّ كلّ ظاهر في الكتاب والسنّة يخالف العقل فلا بدّ من تأويله، بلحاظ القرينة الفعلية التي توحي باستحالة إرادة الظاهر عقلاً، تماماً كما هي القرينة اللفظية أو المقاميّة التي تصرف اللفظ عن ظاهره، والتأويل موجود في اللغة…
الولاية التكوينية
هل هناك ولاية تّكوينيّة للأنبياء ؟ فإذا انتقلنا إلى إبراهيم(ع)، فنجد قوله تعالى:{قَالُوا حَرِّقُوهُ وَانصُرُوا آلِهَتَكُمْ إِن كُنتُمْ فَاعِلِينَ * قُلْنَا يَا نَارُ كُونِي بَرْداً وَسَلَاماً عَلَى إِبْرَاهِيمَ * وَأَرَادُوا بِهِ كَيْداً فَجَعَلْنَاهُمُ الْأَخْسَرِينَ}(الأنبياء:68ـ70). إنَّه اللّطف الإلهي بنبيّه، إذ أرادوا إحراقه، فأنجاه الله من النّار فحوّلها إلى عنصرٍ بارد. فإذا انتقلنا إلى الطّلب الذي قدّمه النبيّ إبراهيم(ع) إلى ربِّه أن يريه كيف يحيي الموتى، وذلك قوله تعالى: {وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِـي الْمَوْتَى قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِن قَالَ بَلَى وَلَـكِن لِّيَطْمَئِنَّ قَلْبِي قَالَ فَخُذْ أَرْبَعَةً مِّنَ الطَّيْرِ فَصُرْهُنَّ إِلَيْكَ ثُمَّ اجْعَلْ عَلَى كُلِّ جَبَلٍ مِّنْهُنَّ جُزْءاً ثُمَّ ادْعُهُنَّ يَأْتِينَكَ…
رأي السيّد فضل الله في العصمة
• يتردَّد في بعض الأوساط أنّ لكم رأياً مخالفاً للمشهور في موضوع العصمة فهل لكم أن توضحوا لنا رأيكم حول هذا الموضوع؟ الواقع أنّني ليس لي رأي سلبي في العصمة بل إنّي أتصوّر أنّ نهجي في الاستدلال على العصمة أكثر سلامة ودقّة من المنهج الذي اعتمده الآخرون. فنحن نلاحظ أنّ من أدلّة القدماء على العصمة أنّ غير المعصوم يفقد ثقة الناس به فلا يُقبلِون عليه ولا يستمعون إليه ممّا يلغي دور النبيّ أو دور الإمام إذا لم يكونا معصومين. إذاً فالعصمة تكون لاحتواء واقع الناس لأنّ الناس تتّبع من تثق به ولا تتّبع من لا تثق به فلو أنّ الله…