عقائد وفقه
ادعاءات السفارة والمهدوية
الشيخ حسين الخشن أستهل كلامي بنقل آخر توقيع صدر عن الإمام الحجة (عجل الله فرجه)، وهو ما رواه الشيخ الصدوق، قال: وأخبرنا جماعة ، عن أبي جعفر محمد بن علي بن الحسين بن بابويه، قال : حدثني أبو محمد الحسن بن أحمد المكتب قال : كنت بمدينة السلام، في السنة التي توفي فيها الشيخ علي بن محمد السمري - قدس الله روحه -. فحضرته قبل وفاته بأيام، فأخرج إلى الناس توقيعا، نسخته : " بسم الله الرحمن الرحيم، يا علي بن محمد السمري أعظم الله أجر إخوانك فيك، فإنك ميت ما بينك وبين ستة أيام. فاجمع أمرك، ولا توص إلى…
الولاية التكوينية
يراد بمصطلح الولاية التكوينيّة ما مفاده: أنّ الله تعالى قد أعطى الأئمّة ولايةً على تدبير شؤون الكون أو قسماً منها للنبيّ محمد (صلى الله عليه وآله وسلّم) وآله (عليهم السلام). وقد ذهب فريقٌ من العلماء إلى القول بها والاعتقاد بصحّتها، فيما ذهب فريق آخر إلى القول ببطلانها. والأقوى عندنا هو القول ببطلانها، وذلك لأنّ الولاية المذكورة إنْ كانت تعني أنّ الله تعالى لا يتدخّل في إدارة تلك الشؤون، فأوكل أمرها إلى غيره من الخلق المتميّز، كالملائكة والأنبياء والأوصياء، فهم يستقلّون في تدبيرها، فذلك هو (التفويض) الذي اتّفق علماء الشيعة على رفضه في إطار ردّهم على مَن قال بذلك من فرقة…
لماذا لم يسترد الإمام علي فدكاً إبان حكمه؟
وسئل فقال: لِم لم يرد أمير المؤمنين عليه السلام فدكا لماأفضى إليه الأمر وتابعه الناس وكيف وسعة ذلك؟ وما لعمر بن عبد العزيز تيسر له ردها، وتعذر على أمير المؤمنين عليه السلام؟ وكيف ردها المأمون ولم يمنعه من ذلك مانع، وعلي عليه السلام لاتقى لله منهما، وأعظم سلطانا وأجل في النفوس؟ والجواب، عن ذلك أن أمير المؤمنين عليه السلام كان ممتحنا في زمانه بما لم يمتحن به عمر بن عبد العزيز والمأمون، بل لم يمتحن به أحد من الخلق أجمعين.. ورأى عليه السلام أن تركه بعض حقوق واستنزل ولده عن الطلب بميراثه، للتوصل ذلك إلى إقامة حقوق الله تعالى وهي…
البناء الاعتقادي بين الاجتهاد والتقليد
الشيخ حسين الخشن   هل بالإمكان أن نبني رؤانا الاعتقادية على أساس التقليد وإتباع قول الغير كما هو الحال في المجال التشريعي؟ أم لا بدّ من ابتنائها وبنائها على أساس اجتهادي ولماذا؟ وهل الأمر ينسحب على كل المنظومة العقيدية أم هو خاص بالأصول الرئيسية التي يدور الإسلام مدارها؟ العقائد: مسؤولية شخصية   خلافاً لما عليه الحال في فروع الدين، حيث سمح الإسلام فيها للإنسان بالتقليد وإتباع قول الغير، فإنه قد حَظَرَ عليه أن يقلد في الأصول ومنعه من ذلك، الأمر الذي يعني أنّ البناء الاعتقادي هو مسؤولية شخصية ترتكز على الاجتهاد والتأمل والتحري الذاتي بعيداً عن سطوة العقل الجمعي أو…
حكم الحاجب في الطهارة
حيدر حب الله([1]) 1 ـ الرأي المعروف في ضرورة رفع الحاجب (القول بالإطلاق) من الواضح أنّ مسألة رفع الحاجب في الطهارة، مثل الوضوء والغسل، من القضايا الفقهية التي يبتلي بها المكلّفون، حتى أنّ الكثير من أصحاب الأعمال والمهن تكاد تكون قضيةً يوميّة بالنسبة إليهم. وقد رأيت أنّه نظراً لأهمية هذا الموضوع ووجود بعض الطروحات المتأخرة حوله لا بأس بالتعرّض له هنا. وفي هذا السياق، نحن نعرف أنّ المطلوب في الوضوء والغُسل هو إجراء الماء وتمريره على الجسد أو على مواضع الوضوء من الغَسل والمسح، والمعروف بين الفقهاء ضرورة وصول الماء إلى ظاهر البشرة بأكملها بحيث لو شذّ ولو مقدار بسيط…
نظرة فقهية في صلاة الرغائب
الشيخ حسين الخشن شاع في أوساط المؤمنين في الآونة الأخيرة الاهتمام بصلاة خاصة تعرف بصلاة الرغائب يؤتى بها في ليلة الجمعة الأولى من شهر رجب، ويعمد الكثير من المؤمنين إلى الاجتماع لها في المساجد ويؤدونها سوية على نحو المتابعة لا الجماعة، باعتبار أنّ النوافل لا تشرع فيها الجماعة، إلاّ أنّ عمليّة البحث العلمي والمتابعة الدقيقة بشأن هذه الصلاة توصل إلى قناعة مفادها: إنّها من الصلوات التي لا أصل لها في الشريعة الإسلامية، بل إنّ الراجح رجحاناً قوياً كونها من الموضوعات المكذوبة على لسان رسول الله (ص). وهذا البحث يتكفل – بعون الله - بدراسة هذه المسألة بشيء من التفصيل، وذلك…
ظاهرة التكفير
العلامة المرجع السيد محمد حسين فضل الله ظاهرة التكفير س: برزت في الآونة الأخيرة ظاهرة التكفير في مجتمعاتنا الإسلامية، فكيف السَّبيل إلى أن نتخلص منها؟ ج: إنَّ مشكلة هؤلاء المكفِّرين، أنهم لا يملكون ثقافة الإيمان والكفر، يعني مثلاً نحن مسلمون، ما الذي يجعل الإنسان مسلماً أو كافراً؟ الذي يجعل الإنسان مسلماً ثلاثة أشياء بإجماع المسلمين: التوحيد، والنبوة، والمعاد. هذه هي الأشياء الأساسية التي إذا آمن بها الإنسان كان مسلماً. وما الذي يجعل الإنسان كافراً؟ إنكاره واحدة من هذه الأمور، يعني إذا أنكر الشخص وجود الله سبحانه وتعالى، أو أنكر توحيده، فهذا كافر، ولذلك نقول إن الملحدين كافرون، لأنهم ينكرون وجود…
الشهادة الثالثة في الأذان والإقامة، شعيرة أو بدعة؟
الشيخ محمد دهيني مقدّمة لا شكّ ولا ريب عند جميع المسلمين في أنّ الشهادة الثالثة ـ أعني قول: "أشهد أن عليّاً وليّ الله" ـ لم تكن موجودةً في الأذان والإقامة في عهد النبيّ(صلّى الله عليه وآله وسلّم)، ولا في عهد أمير المؤمنين(عليه السلام)، ولا في عهد أيّ إمام معصومٍ ظاهرٍ، وبالتالي فإنّها ليست جزءاً من الأذان والإقامة المشرَّعَيْن من قبل السماء. غير أنّ هذه الشهادة قد وردت في بعض الأخبار، التي وصفها كبار العلماء والرجاليّين بالشواذّ، ما دفع بالمتأخِّرين من العلماء إلى القول باستحبابها فيهما، بناءً على قاعدة التسامح في أدلّة السنن، أو اعتماداً على خبر مرسَلٍ من كتاب "الاحتجاج"،…
الولاية التكوينية لله وحده
وتسأل نحن نؤمن بأنّ التكوين بشتى أنواعه والوانه هو لله وحده وأنّ نسبة أي لون منه إلى غيره شرك، ولكن سمعنا عن قائل يقول: إن ّالله سبحانه خصّ بشكل أو بآخر المعصومين بولاية التكوين على الأشياء، وأنّ في قدرتهم أن يخضعوها لإرادتهم إن شاؤوا... والجواب: كل شيء ممكن بإذن الله بإذن الله حتى إطباق السماء على الأرض بكلمة يقولها عبد من عباده تعالى، ولكن العبرة بالوقوع لا بالإمكان وبالإثبات لا بالثبوت، وليس من شك أنّ طريق الإثبات هنا منحصرٌ بالنص القطعي متناً وسنداً فأين هو؟! وعلى فرض قيام هذا النص عند البعض فهو حجة عليه وحده لا على غيره، لأنّ…