مقالات جريئة
ماذا وراء شيطنة التشيّع؟!
السيد جعفر فضل الله* الصراع الدائر على مساحة العالم الإسلامي، بل العالم، حول التشيّع والشيعة وحركاتهم الإسلاميّة عموماً، له جانبان: الجانب السياسي والميداني، والجانب الثقافي والفكري المرتبط بموقعه من المجال الإسلاميّ العام الّذي يضمّه ومختلف المذاهب والحركات الإسلاميّة من جهة، ومساهمته في بلورة الرؤية الإسلاميّة الحضاريّة من جهة أخرى. ما سنحاول معالجته في هذه المقالة، هو ما يرتبط بالجانب الثّاني؛ لأنّني أعتقد أنّ الخلل في رؤية هذا الجانب، هو الّذي عقّد المشهد العامّ في ما يخصّ الجانب الأوّل. يبقى أن نُشير إلى أنّ "الشيطنة" الواردة في العنوان، هي نوعٌ من الصناعة التي يتمّ من خلالها صنعُ صورَةٍ لموضوعٍ ما على…
الإصابة بالعين بين الحقيقة والخرافة2
ليس مستغرباً القول: إنّ الإسلام وقف موقف التأييد والتشجيع والحماية لحركة البحث العلمي الهادفة، وفي هذا السبيل أعلن رفضه لكل المعتقدات أو الممارسات التي لا تمت إلى المنطق والعلم بصلة كالسحر والكهانة والشعوذة وما إلى ذلك، لكن بعض المعتقدات لا تزال مثار جدل كبير، إن لجهة واقعيتها أو لجهة شرعيتها، والمثال البارز لذلك قضية "العين" أو ما يعرف بـ"صيبة العين". فما هو المراد بالعين؟ وما هو الموقف العلمي والإسلامي منها؟   تعريف العين وعلاقتها بالحسد:   "العين" ـ بناءً على وقعيتها ـ هي عبارة عن نظر المرء باستحسان مشوب بحسدٍ وخبث بحيث يحصل للمنظور إليه ـ إنساناً كان أو حيواناً…
الإصابة بالعين بين الحقيقة والخرافة1
الشيخ حسين الخشن يبدو أن الاعتقاد بإصابة العين لم يحظ ـ رغم شهرته ـ بإجماع إسلامي، فقد أنكر بعضهم تأثير العين صراحة، كما هو حال الجبائي(أحد أئمة المعتزلة) وفسرّها بعضهم تفسيراً هو أقرب إلى الإنكار، كالشريف الرضي وأبو هاشم وأبو القاسم البلخي الذين رأوا ـ في تفسير العين ـ أن الله سبحانه وتعالى ـ وحفظاً للحاسد من الحرام ـ يسلب نعمته من المحسود ويعوّضه بنعمة أخرى بدلاً عنها (المجازات النبوية 369)، وكيف كان فالمهم هو العثور على سند إسلامي للإصابة بالعين من الكتاب أو السنة. والظاهر أننا لا نمتلك سنداً إسلامياً يبعث على اليقين أو الاطمئنان بواقعية الإصابة بالعين، ونحن…
مسؤولية المثقف
ورد في كتاب "مسؤوليّة المثقّف" الصادر عن دار الأمير- بيروت عام 2005 م هذا النص للشهيد شريعتي، يقول فيه: إنّ مسؤولية المثقفين اليوم ودورهم في العالم يشبه أساساً الدور الذي كان يقوم به الأنبياء والرُّسُل وأئمّة المذاهب في المجتمعات القديمة, فقد بعث الأنبياء من بين النّاس، وحتّى في حالة عدم بَعْثِهم من بين الناس، كانوا يتّجهون إليهم على كلّ حال، وكانوا يقومون بخلق مبادئ جديدة، ورؤى جديدة، وحركة وطاقة جديدة، في أعماق وجدان مجتمعاتهم وعصرهم، وهذه الحركة الثوريّة العظيمة التي يفجّرونها والتي تجتثّ جذوراً، وتغرس جذوراً، وتغيِّر وتبدّل، كانت سبباً في تغيير مصير مجتمع ساكن ومنحطّ وراكد عن طريق الرسالة…
ألا ترون أنّ المزاج الإيراني هو الذي أنتج التشيّع المغالي والإمامة المبالغ بها في العصر الحديث؟
الشيخ حيدر حب الله السؤال: ما رأيكم في من يربط بعض النظريّات في العصمة المطلقة أو علم الإمام المطلق أو الولاية التكوينيّة التي لا يساعد على القول بها ظاهر القرآن الكريم وجوّه العام، بالمزاج الإيراني المولع بالبحوث الفلسفيّة والعقليّة المعقّدة من جانب، والميّال روحيّاً في الوقت ذاته إلى أجواء الميثولوجيا والمبالغة؟ ويدّعي أنّ هذه المواضيع لم تشتهر إلا بعد أن استولى التشيّع على إيران؟ (عماد الرفاعي، العراق). الجواب: تارةً نتكلّم عن الموقف الرسمي الكلامي للشيعة (التراث الكلامي)، وأخرى نتكلّم عن النصوص الحديثية (التراث الحديثي): 1 ـ فإذا تكلّمنا على مستوى النصوص الحديثية، فنحن نجد الصورتين معاً في كتاب أصول الكافي…
مسؤوليّة العلماء وخطر فقهاء السّلاطين
السيد علي فضل الله الدّين مسؤوليّة لا امتياز نعيش في هذه الأيّام قضيَّة ملحَّة في ساحاتنا، ملحَّة بالنّسبة إلى أيّ فرد، ويتّسع مداها ليشمل السّاحة الإسلاميّة والعربيّة، وتتعمّق لتطاول الوجدان في الصَّميم، حيث يتصاعد الخوف من فتنةٍ مذهبيّة يُعمل على تأجيجها من الدّاخل والخارج، مستفيدة من اختلافات عقائديّة أو تشريعيّة، أو من وقائع سياسيّة، أو من خلافات على الأرض تُعطى طابعاً مذهبيّاً، ومن تزايد موجات الغلوّ والتطرّف، وبروز منطق تكفيريّ إلغائيّ. إنّ هذا يقودنا إلى الحديث عن دور العلماء إزاء هذا المشهد المؤلم الّذي نحن فيه، حيث لم يعد خافياً هذا الأثر الكبير الّذي يتركه خطابهم ومواقفهم في واقعنا، وخصوصاً…
عصمة الدماء والنفوس والأعراض
الشيخ حسين الخشن ومن المبادئ الإسلامية الهامّة على المستوى الإنساني مبدأ عصمة الدماء والنفوس والأعراض، والحديث عن هذا المبدأ أمر يكتسب أهمّية خاصة في وقتنا الراهن، ذلك أنّ أعمال العنف والقتل والإجرام بأبشع صورها والتي تتّسم بالوحشية المفرطة أصبحت عملاً طبيعيّاً وخبراً عادياً، وغدا قتل المسلمين الذين يسقطون بسيف التكفير مجرّد أرقام تُتلى على شاشة التلفزة وتُقرأ في عناوين الصحف دون أن تحرّك ساكناً أو تهزّ ضميراً، وهذه الأعمال تقوم بها بعض الجماعات الإسلامية السلفية في بلدان شتّى مثل الجزائر والعراق والسعودية وصولاً إلى سوريا التي ارتُكبت– ولا تزال- فيها الفظاعات، إلى غيرها من البلدان، ولم تُنْكر هذه الجماعات كثيراً…
عقيدة التقمص
الشيخ حسين الخشن 1- التقمص تاريخاً ومفهوماً إنّ الاعتقاد بالتقمص هو فكرة آمنت بها بعض الطوائف والفرق قديماً وحديثاً، وينسب الاعتقاد به إلى بعض الفلاسفة القدامى والمـتأخرين، ومن الفرق الدينية التي آمنت بفكرة التقمص وعرفت به طائفة الدروز، في المقابل فإنّ الديانات السماويّة التوحيدية كافة رفضت فكرة التقمص رفضاً قاطعاً. والتقمص يعني انتقال النفس أو الروح من جسم بشري إلى جسم آخر، فمع موت الإنسان المتحقق بخروج روحه من جسده فإن هذه الروح تحلّ في جسم طفل وليد، فالجسم هو بمثابة القميص للروح تلبسه لفترة معينة ثم عندما يبلى القميص (الجسد) تنتقل الروح إلى قميص آخر، والتقمص هو أحد أصناف…
أصالة احترام الإنسان
الشيخ حسين الخشن هل الأصل في الإنسان أن يكون محترم النفس والعرض والمال بصرف النظر عن معتقده ودينه وعرقه، أو أنَّ الأصل هو عدم الاحترام إلاّ مَنْ أخرجه الدليل وهو المسلم أو من كان بينه وبين المسلمين عقد معيّن يمنحه الاحترام؟ يذهب مشهور الفقهاء إلى أنّ غير المسلم إنْ لم يكن ذمّياً معاهداً فلا حرمة له في نفسه ولا في عرضه ولا في ماله[1]، حتى لو كان مسالماً وغير معادٍ لنا ولا لقضايانا، وأمّا الذمّي، فإنّ الذمّة هي التي تمنحه الاحترام، وهي إنّما تعطيه حرمة لنفسه ولماله فقط، دون عِرضه[2]، والحرمة هنا إنّما يكتسبها من خلال عقد الذمّة لا بسبب…