الغلو والبدع
الشعائر الحسينية بين النمذجة والإصلاح
حيدر حب الله الشعائر الدينية والمظاهر الإيمانية أقوى رسوخاً في حياة الإنسان حتى من الاعتقادات الدينية نفسها، ومن ثم فإجراء تعديلات أو إصلاحات فيها يبدو أصعب من إجراء إصلاحات في مجالات دينية أخرى. ولعلّ بعض أسباب ذلك، دخول الشعائر والمظاهر الدينية في مكوّنات الشخصية الإنسانية، كونها المظهر الحسّي للدين الذي يتعامل الإنسان معه تعاملاً مباشراً. والشعائر الحسينية في المذهب الإمامي لها خصوصيّاتها ووضعها في نفوس المؤمنين، وقد تحوّلت عبر الزمن إلى مضخّة تضخّ بالحراك والهيجان الذي ساعد ويساعد على خلق روح ثورية دفاعية في النفوس، تقف مانعاً دون نفوذ كلّ جسم غريب أو تسلّط كلّ جائر، ولسنا نبعد عن مظاهر…
أحلام المثقّفين والمنامات
كتب الشيخ حسين الخشن في كتابه (الشريعة تواكب الحياة) ص223 عن ضرورة الارتكاز في ثقافتنا على القرآن والعقل، فيقول: إنّ الإسلام يدعونا إلى تشييد ثقافتنا على أساس متين ركيزته الأساسية القرآن والعقل، ويحثّنا على الأخذ بأسباب العلم والتطوّر بدل أن نستغرق في عالم الأطياف، لأنّ أمة تنتشر فيها ثقافة الأحلام لن تستطيع أن تكون لنفسها موطئ قدم في عالم يضجّ بالإبداع والتطوّر،ولن تستطيع أن تقوم بدور ريادي في صناعة الحاضر والمستقبل. إنّ ثقافة الأحلام التي تنتشر بيننا ربما تعكس روح الإحباط والهزيمة في الأمة والخوف من المصير المجهول، لأنّ التاريخ والتجارب علّمانا أنّه كلّما ضعفت الأمة في إيمانها ومقدراتها وغرقت…
العبودية لله
الحجّة من دون السّماء وفوق الأرض •روي عن زرارة أنّه قال: قلت للصّادق (عليه السلام): إنّ رجلا ً من ولد عبد الله بن سبأ يقول بالتّفويض, فقال: وما التفويض؟ قلت: إنّ الله تبارك وتعالى خلق محمّداً وعليَّاً (عليهم السلام) ففوّض إليهما فخلقا ورزقا وأماتا أحييا, فقال (عليه السلام): كذب عدوّ الله إذا انصرفت إليه فاتلُ عليه هذه الآية التي في سورة الرعد: {أَمْ جَعَلُواْ لِلّهِ شُرَكَاء خَلَقُواْ كَخَلْقِهِ فَتَشَابَهَ الْخَلْقُ عَلَيْهِمْ قُلِ اللّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ}[الرعد: 16]. •قال أبو جعفر محمد بن عيسى: ولقد لقيت محمَّداً رفعه إلى أبي عبد الله (عليه السلام) قال: جاء رجل إلى…
هلك فيّ اثنان
•عن أمير المؤمنين (عليه السلام): يهلك فيّ اثنان: محبٌّ غال, ومبغضٌ قالٍ. •وعنه (عليه السلام): يهلك فيّ رجلان: محبٌّ مفرط يقرّظني بما ليس لي, ومبغضٌ يحمله شنآني على أن يبهتني. •عن أبان بن عثمان قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: لعن الله عبد الله بن سبأ إنه ادّعى الربوبيّة في أمير المؤمنين, وكان والله أمير المؤمنين (عليه السلام) عبداً لله طائعاً, الويل لمن كذب علينا, وإنّ قوماً يقولون فينا ما لا نقوله في أنفسنا, نبرأ إلى الله منهم. •قال عليّ بن الحسين (عليه السلام): لعن الله مَنْ كذب علينا, إني ذكرت عبد الله بن سبأ فقامت كلّ شعرة…
الأئمّة براء من المغالين
* عن الإمام جعفر الصادق عن أبيه عليهما السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: صنفان لا تنالهما شفاعتي: سلطان غشوم عسوف, وغالٍ في الدين مَارِقٌ منه غير تائب ولا نازع. * عن الفضيل بن عثمان قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: اتّقوا الله وعظّموا الله وعظّموا رسوله صلى الله عليه وآله وسلّم ولا تفضّلوا على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم أحداً فإنّ الله تبارك وتعالى قد فضّله, وأحبّوا أهل بيت نبيّكم حبّا ً مقتصدا ً ولا تغلوا ولا تفرّقوا ولا تقولوا ما لا نقول, فإنّكم إن قلتم وقلنا متّم ومتنا ثم بعثكم الله…
لا شريك له
* عن صاحب الزّمان صلوات الله عليه: يا محمّد بن عليّ تعالى الله عزّ وجلّ عمّا يصفون, سبحانه وبحمده, ليس نحن شركاءه في علمه ولا في قدرته.بل لا يعلم الغيب غيره كما قال في محكم كتابه تبارك وتعالى: {قل لا يعلم من في السماوات والأرض الغيب إلا الله} وأنا وجميع آبائي من الأوَّلين آدم ونوح وإبراهيم وموسى وغيرهم من النّبيّين و من الآخرين محمّد رسول الله وعليّ بن أبي طالب والحسن والحسين وغيرهم ممّن مضى من الأئمّة صلوات الله عليهم أجمعين إلى مبلغ أيّامي ومنتهى عصري عبيد الله عزّ وجلّ. لا شريك لله في ملكه وأ ُشهد كلّ من سمع…
احذروا الغُلاة
النّبيّ(ص) عبد من عباد الله * عن جعفر بن محمد عن آبائه عليهم السلام قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم: "لا ترفعوني فوق حقّي فإنّ الله تعالى اتّخذني عبداً قبل أن يتّخذني نبيّاً". إحذروا الغلاة * عن فضيل بن يسار قال: قال الصادق عليه السّلام: احذروا على شبابكم الغلاة لا يفسدوهم فإنّ الغلاة شرّ خلق الله, يصغّرون عظمة الله ويدّعون الرّبوبيّة لعباد الله. ثمّ قال عليه السّلام: إلينا يرجع الغالي فلا نقبله, وبنا يلحق المقصّر فنقبله, فقيل له: كيف ذلك يا بن رسول الله؟ قال: الغالي قد اعتاد ترك الصّلاة والزّكاة والصّيام والحجّ فلا يقدر على ترك…
التوسل
يمكن لنا الإطلالة على الخلاف الدائر بين التيار الوهابي السلفي وبين المذاهب الإسلامية الكلامية الأخرى في مسألة التوسّل بالأنبياء وبالأئمة والأولياء، والاستشفاع بهم إلى الله والتبرُّك بقبورهم وما إلى ذلك من المفردات الطقوسية المتمثّلة في السلوك الإسلامي العام، فقد اعتبر السلفيون – وفي مقدّمتهم الوهابيون – أنّ هذه الأمور تمثّل ألواناً من العبادة لغير الله، وذلك من خلال ما تمثّله من الخضوع لهؤلاء، الذي هو مظهرٌ من مظاهر العبادة، ولذلك كفّروا المسلمين الذين يمارسون هذه الأعمال ونسبوا إليهم الشرك بالله. لكن جمهرة المسلمين من السنّة والشيعة خالفتهم في ذلك – من حيث المبدأ – لأنّ مثل هذه الأمور لا تمثّل…
اللطم والتطبير
إنّهم لا يتقون الله اللطم والتطبير يتباكون على عقائد الشيعة، ويعتبرون أنّ اللطم داخل في صلب العقائد، ويأخذون على سماحة السيد أنّه يشنّع على البعض مسألة اللطم.. وقبل تناول المسألة، لا بدّ من التفريق بين اللطم والتطبير (التطبير: جرح الرؤوس بالسكاكين وضرب الظهور بالسلاسل والسياط)، وأمّا اللطم فيقول السيد: "واللطم مشروعٌ لأنّه تعبيرٌ على الحزن، ولكن عندما يقف الناس بشكلٍ فنيّ استعراضيّ، ويلطمون حسب قواعد وحركات خاصة، فهذا ليس اللطم المعبّر عن الحزن، والمعبّر هو اللطم الهادىء، الذي يعبّر عن العاطفة، بحيث عندما يراه الناس، فإنّهم بذلك يقفون أمام مظهر حزين، يتأثرون به، فيعيشونه في أنفسهم" . وفي موضعٍ آخر…