نجد حديثاً في الكثير من الآيات عن صفات النبي محمد (ص) الرسالية وأخلاقه الإنسانية ونشاطه العملي، كما نجد هناك أسلوباً معيّناً في تصوير الرعاية الإلهية التي تحيط بالرسول فتنقذه من تأثيرات الضعف الإنساني، والإيحاء بأنَّه لو استسلم لأيّة نقطةٍ من نقاط هذا الضعف لتعرّض للنتائج السلبية التي يمكن أن يتعرّض لها النّاس الآخرون الذين لا يملكون هذا الموقع (الوحي) إذا استسلموا لنقاط ضعفهم التي تؤدّي بهم إلى الانحراف عن الخطّ، مع الإيحاء المتنوِّع بأنَّه لن يقع في مثل هذه التجربة التي تُبعِده عن اللّه. إنَّ ذلك لا يعني أنَّ الأنبيّاء لا يختزنون في داخلهم أسراراً خفيّة ترتفع بهم إلى المستوى…

وإمعاناً في التضليل يكتبون بأنّ سماحة السيد يقول بأنَّ "العصمة للأنبياء تكوينية جبرية لا اختيارية"، ويدّعون بأنّ هذا موجودٌ في كتاب (فقه الحياة) ص267، وبالعودة إلى الكتاب المذكور نجد أنّ هذا الادّعاء لم يرد في كلام سماحة السيد على الإطلاق، وهذا يدلّ على عدم التقوى فيما يقولون، بل نجد هناك تفسيراً علمياً للعصمة في أرقى بيان وأقوى حجّة.. فبعد أن يناقش السيد بعض استدلالات العصمة، يقول: "إنّ المعصوم ينطلق بإرادته نحو الطّاعة، ولكنّه إذا أراد أن يعصي، فإنّ الله يعصمه في ذلك عندما تتوفّر ظروف المعصية، فإنّ الله يخلق له حواجز تصدّه عن هذه المعصية، فليس معنى حتمية العصمة أنّه…