إنهم لا يتقون الله
اللطم والتطبير
يتباكون على عقائد الشيعة، ويعتبرون أنّ اللطم داخل في صلب العقائد، ويأخذون على سماحة السيد أنّه يشنّع على البعض مسألة اللطم.. وقبل تناول المسألة، لا بدّ من التفريق بين اللطم والتطبير (التطبير: جرح الرؤوس بالسكاكين وضرب الظهور بالسلاسل والسياط)، وأمّا اللطم فيقول السيد: واللطم مشروعٌ لأنّه تعبيرٌ على الحزن، ولكن عندما يقف الناس بشكلٍ فنيّ استعراضيّ، ويلطمون حسب قواعد وحركات خاصة، فهذا ليس اللطم المعبّر عن الحزن، والمعبّر هو اللطم الهادىء، الذي يعبّر عن العاطفة، بحيث عندما يراه الناس، فإنّهم بذلك يقفون أمام مظهر حزين، يتأثرون به، فيعيشونه في أنفسهم.1
وفي موضعٍ آخر يقول سماحته: أنا وقفت منذ سنين ضدّ…بكاء الزهراء (ع) وبيت الأحزان*
يورد البعض عن سماحة السيد ما نصّه: إنّه لا يتصوّر أن تكون الزهراء، المنفتحة على قضاء الله وقدره، إنسانة ينزعج أهل المدينة من بكائها- كما يقرأ قراء التعزية- حتى لو كان الفقيد على مستوى رسول الله.1
ويقول هذا البعض في الجواب: إنّنا لا نتصوّر أنّ بكاءها على أبيها هو الذي أزعج المعترضين، وأثار حفيظتهم، وإنّما الذي أحفظهم وأزعجهم هو ما يثيره وجود الزهراء إلى جانب قبر أبيها على حالة من الحزن والكآبة والانكسار الذي يذكّر الناس بالمأساة التي تعرّضت لها عليها السلام فور وفاة أبيها، حيث إنّ ذلك يمثّل حالة إثارة مستمرّة للناس الطيّبين والمؤمنين والمخلصين، وهو إدانة لكلِّ…الفكر الإسلاميّ
يأخذون كلاماً لسماحة السيّد مبتوراً من سياقه الأصليّ جاء فيه: كلُّ الفكر الإسلامي ما عدا الحقائق الإسلاميّة هو فكرٌ بشريّ ليوحوا للقارئ أنّ هناك توهيناً وإضعافاً لهذا الفكر، وعند مراجعتنا للنص في كتاب (حوارات في الفكر والسياسة والاجتماع) ص480 نجد حقيقة بل أهميّةَ ما يقول سماحته عن الفكر الإسلامي وهو يتحدّث ردّاً على سؤال حول قيمة التراث، وما ينبغي أن نأخذ منه وماذا نترك؟ حيث يقول: إنَّ كلّ ما جاءنا من تراث فقهيّ وفلسفيّ هو نتاج المجتهدين والفقهاء والفلاسفة والمفكّرين، من خلال معطياتهم الفكريّة ولا يمثّل الحقيقة إلا بمقدار ما نقتنع به من تجسيده للحقيقة، على أساس ما نملكه من…المشاعر الداخلية
بعض الكلمات- وكما نعرف- إذا لم ترتبط بسياق واحد لتحدّد هدفاً وتعطي رأياً واضحاً في مسألة ما، فإنّ المعنى يضيع ويصبح عرضة للتشويه، ومن يلعب بهذه الكلمات- وخصوصاً إذا كانت الكلمات تنبىء عن أمرٍ شرعيّ يتعبّد فيه الإنسان ربَّه، يكون كمن يغيّر الكلم عن مواضعه، وهذا ما ذمّه القرآن الكريم ونهت عنه الشريعة المقدّسة..
ونحن لو قرأنا هذه الكلمات التالية والمقتطعة من فتوى شرعيّة، لأصابنا شيءٌ من ذهول وبعض من استغراب..
رسائل الإعجاب وما تحدّث به عن المشاعر الداخلية بين الرجل والمرأة جائزة(المسائل الفقهية، ج2 ص410).
ولو توقّفنا عند هذه الجملة من دون العودة إلى النصّ الأصلي نستشعر أنّ تبادل…النبوّة والتفوّق المطلق
وكعادتهم في تقطيع الكلمات وبترها وإخراجها عن معناها الحقيقي يدّعي بعضهم قائلاً: إنّ السيد يذهب إلى أنّه ليس من دليل على أن يكون النبيّ أعلم الأمة وأكملها ويدّعي أنّ ما يذهب إليه السيد مثبتٌ في كتاب (المعارج) ص655.
نذهب معهم إلى المصدر فنجد أنّ سماحة السيد يناقش مسألة مهمّة وهي أنّ دور الرسول، أيّ رسول كان، هي الإرشاد والإبلاغ والإنذار وتعليم الناس الكتاب والحكمة وقيادتهم إلى تطبيق ذلك كلّه على حياتهم... ففي فصل في المجلة المذكورة يتحدّث عن السيرة النبوية في حركة القرآن والواقع المعاصر وتحت عنوان النبوّة والتفوّق المطلق ويعد أن يستعرض سماحته جملةً من الآيات القرآنية التي تحدّد…ما منّا إلاّ مسمومٌ أو مقتول
يحاولون أن يأخذوا الناس من خلف ظهورهم، وهذا دأبهم على الدوام، ويغيب عن بالهم أنّ هناك يقظةً تختزنها قلوب وعقول المؤمنين، تبقى أقوى من خداعهم، فيطلقون كلامهم بعيداً عن الضوابط الشرعية، وينسبون إلى سماحة السيد أنّه يقول في مجلة "الموسم" ص290 وردّاً على سؤال: "هل الحديث القائل ما منّا إلاّ مسمومٌ أو مقتول صحيح"؟: "هذا الحديث غير صحيح"، فنعود إلى المصدر ونقرأ بالحرف ما قاله السيد: "هذا الحديث غير صحيح على رأي الشيخ المفيد"- طبعاً هم حذفوا على رأي الشيخ المفيد- "الشيخ المفيد يقول هذاالحديث غير ثابت" وحذفوا أيضاً العبارة الأخيرة*. * يقول الشيخ المفيد(رضوان الله عليه) في كتابه "تصحيح…النبي (ص) لا يقرأ ولا يكتب
يتخبّطون خبط عشواء، يحاولون أن يتصيّدوا كلمات للسيد (رضوان الله عليه) وفعلاً هم كما الذين يتّبعهم الغاوون وهم في كلّ وادٍ يهيمون وإنّهم يقولون، ماذا يقولون؟ باطلاً يقولون..!
يحاولون النيل من السيد بأنّه يقول بأنّ النبيّ(ص) لا يقرأ ولا يكتب.. ونقول ما المشكلة في ذلك؟ ورغم هذا سنذهب معهم إلى المصدر الذي يحيلوننا عليه وهو مجلة (المعارج ص576) فنقرأ النص التالي، ولنحكم عليه وعلى أقوالهم:
يقول السيد (رضوان الله عليه):
وقوله تعالى في صفة النبي في إيمانه الشامل:
{فَآمِنُواْ بِاللّهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الأُمِّيِّ الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللّهِ وَكَلِمَاتِهِ وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ}[الأعراف: 158].
فهو النبي الأمي- بمعنى عدم القراءة والكتابة- أو بمعنى…مصافحة الرجل للمرأة
وكأنّ ما يفتي به سماحة السيد (رضوان الله عليه) غريب، أبداً، إنّه مبنيٌّ على قواعد قرآنية واضحة وعلى أسس في السنّة النبوية الشريفة، وما يحكم به العقل القطعيّ، ولأنّهم يظنون أنّهم يقدرون على إخفاء الحقيقة، فيقولون إنّ السيد يجيز مصافحة الرجل للمرأة الأجنبية ويعيدوننا إلى المصدر (فقه الحياة ص85) نعود إلى المصدر ونقرأ ما يخالف كلامهم تماماً، وإليك أخي القارىء السؤال مع سماحة السيد: * هل تجوز مصافحة المرأة الغربية في حال الحرج الشديد، ومع عدمه؟ - لا يجوز المصافحة للمرأة الأجنبية مطلقاً، إلاَّ في حال الحرج الشديد، ولا بُدَّ للمؤمن من أن يكون دقيقاً في الحكم بحرجيّة الحالة، لئلاّ…النبيّ أو الإمام... وثقة الناس
يقتطعون جملةً من هنا وجملة من هناك، ويركّبون جملةً غير مفيدة، ويقولون بأنّ السيد (رضوان الله عليه) يذهب إلى هذا الرأي أو ذاك، علماً بأنّ السيد يكون في عملية نقد ومراجعة لهذا الرأي أو ذاك وينسبونه إليه (رضوان الله عليه) وبذلك يقوّلون السيد ما لم يقله، ومنها هذه العبارات: النبي أو الإمام لا يفقد ثقة الناس لمجرّد خطأ هنا أو خطأ هناك (في رحاب أهل البيت ص 404) أو: العقل لا يحكم بضرورة امتناع الخطأ والنسيان والسهو على النبيّ أو الإمام (في رحاب أهل البيت ص404) ونعود إلى المصدر، ونقرأ عكس ما قرأوا وما استنتجوا... ودائماً باطلاً وزوراً ما يستنتجون...…