آراء أخرى
قراءة في كتاب الدعاء للدكتور علي شريعتي
إنّ هذا الكتاب عبارة عن محاضرتين ألقاهما المرحوم في " حسينيّة الإرشاد" بطهران عام 1970. وتمّ إصدار طبعته الثانية في عام 2007.
يحاول الكتاب إعادة تعريف الدعاء و بيان فلسفته، لغرض التمييز بين أصالته الإسلامية وبين ما تولّد عنه من مفاهيم في سياقات العُرف والسلطة، حيث يشير إلى أهم العوامل التي دفعته للخوض في هذا الموضوع، ومنها:
1- اتّخاذ الدعاء كعقار مخدّر وبديل عن الواجب في حياة الفرد والمجتمع، مؤكّداً على أنّ الدعاء ليس نقيض هذا الفهم فحسب، وإنّما هو عبارة عن حالة بقاء وديمومة في عملية بناء الحياة الفردية والاجتماعية.
2- تأثّر شريعتي بكتاب الدعاء للعالم الفيزيولوجي ألكسيس كارل،…الحجاب بين الدّين والتّاريخ
إنّ قضيّةَ الحجاب من أكثر المواضيع التّي أُشبِعت بحثاً وتساؤلاً وذلك ما لا يُستغرَب، فظهورُ الحجاب يعودُ إلى 4000 سنة قبل الميلاد، وقد أدّت أسباب وعوامل عدّة إلى ظهوره فضلاً عن تبلوُرِه بأشكال متعددة في حقبات التّاريخ المختلفة. وقبل الدّخول في هذه العوامل، ولا بدّ من الإشارة إلى أنّ مفهومَ الحجاب الذّي نعالجه في هذه المقاربة التّاريخيّة، لن يقتصرَعلى شكلِ لباسٍ معيّنٍ ومحدداته وإنماِ سوف نخوض مقاربة مفاهيميّة لهذه لقضيّة. فيمكن أن أعرّفَ الحجابَ على أنّه مجموعةٌ من الأنساق المعرفيّة والقَيميّة والثّقافيّة الحاكمة على كلّ مجتمعٍ من المجتمعاتِ التّي سوف نتطرّقُ لها بشيءٍ من الإيجاز. فعند البحث في مفهوم الحجاب…مع السيّد فضل الله عشنا الإسلام متجسّداً
الشيخ جهاد عبد الهادي فرحات
بسم الله الرّحمن الرّحيم، وصلّى الله على سيّدنا محمّد، وعلى آله الطيّبين الطّاهرين.
الحديث عن سماحة المرجع فضل الله، لا يمكن أن يختصر بدقائق، لأنّنا نتحدّث عن إنسان ملأ الدنيا وشغل الناس، ثقافةً وفكراً ودعوة وإرشاداً، وقيادةً للناس نحو عناوين الحقّ.
لا يمكن أن نختصر في دقائق معدودة سنوات طويلة عشناها مع سماحته، بنينا فكرنا وشخصيّتنا تحت منبره، ومن خلال دروسه. وعندما تعمّقت أنا شخصياً أكثر مع فكر سماحة السيد، من خلال عملي على تفسيره "من وحي القرآن"، وبقيّة كتبه التي أتحمّل مسؤوليّة إنجازها للطبع، ازددت قناعةً وإدراكاً بأنّ هذا الإنسان عندما انطلق إلى الحياة،…السيّد فضل الله.. التّكوين والمشروع
الشيخ جهاد عبد الهادي فرحات
بسم الله الرّحمن الرّحيم، وصلّى الله على سيّدنا محمّد وعلى آله الطيّبين الطّاهرين.
السّلام عليكم أيّها الأخوة والأخوات الأعزّاء، في أيّ موقع من مواقع الخدمة كنتم، ورحمة الله وبركاته.
إنّه يوم اللّقاء مع السيّد. إنّه اليوم الذي ينبغي أن نكون فيه مع السيّد. عفواً، وهل هناك يوم واحد نكون فيه مع السيّد، أم ينبغي أن تكون كلّ أيامنا معه؟!
الجواب واضح؛ أنّنا مع شخص مثل سماحة السيّد، لا يمكن أن نكون معه يوماً دون يوم، لأنَّ السيّد منهاجٌ نسير عليه في هذه الحياة، لنبني به العزّة والكرامة في الدنيا، ولنكتسب به الجنان والرّضوان في الآخرة.…الكائن الرّقمي
فاطمة الموسوي
"إنّ التّكنولوجيا ليسَتْ فقط الأدواتِ والوسائلَ مهما بلغَتْ درجةُ تعقيدِها، تلك التي يستعملُها الإنسانُ، بل هي أفقٌ وطريقةُ انكشافٍ وكيفيّةُ تفكيرٍ ونمطٌ للعلاقةِ مع الآخرين ومع العالم، إنّها نمطٌ في الوجود"[1]
لا يمكننا استحضارُ مفهومِ "الكائن الرقميّ" مِن غيرِ أن يتبادرَ إلى الأذهانِ التّكنولوجيا وأثرُها المباشرُ على حياتنا اليوميّة، حيث لمّا كان الهدفُ من هذه التّقنيّة هو رفعَ المستوى المعيشي وتطويعَ الطّبيعةِ والسّيطرةَ على المستقبل والتّحكمَ به، وهذا ما بدا يتقهقهرُ بشكلٍ يبعثُ على التّساؤل في ظلّ مكتسباتِ "الذّكاء الاصطناعيّ" والانغماسِ التّام في العالم الرّقميّ وخلقِ جيلٍ من البشريّةِ يتّسمُ "بالاستلاب الواقعي" تسيّرُه أدواتُ التّقنيّةِ حتّى الاستعباد، وهنا…ولا تبخسوا الناس أشياءهم
*كاتب كويتي يُدعى سيد عبد الله عيسى الموسوي كتب كتاباً حول "مراجع الشيعة ودورهم في دعم القضية الفلسطينية"، وقد ذكر الكثير من مراجع الشيعة حيث زعم أنّهم نصروا القضية الفلسطينية، علماً أنّ معلوماتي التاريخية تقول بأنّه لم ينصر القضية الفلسطينية إلا السيد فضل الله والسيد الخامنئي والسيد الخميني.. وأمّا بقية المراجع (رحمهم الله) وأطال بعمر الباقين- باستثناء موقف نصرة للسيد الحكيم (رهـ) عام 69 م- لا تهمّهم القضية الفلسطينية بسبب الاختلاف المذهبي.. ولكن هذا المؤلف وبسبب حقد خاص لم يذكر السيد فضل الله الذي دافع عن القضية الفلسطينية لأكثر من ستين عاماً..
*السيد شفيق الموسوي
وفي هذا المجال كان لسماحة…هانس كونج ومشروع الأخلاق العالميّة
حيدر حب الله
يُعد المُفكّر الديني السويسري المعاصر هانس كونج (مولود عام 1928م)- مؤسّس مركز الأخلاق العالميّة- أحد أهمّ الشخصيّات التي اشتغلت على بناء ما يُعرف بالسلام الأدياني العالمي، فعقله التصالحي ظهر منذ أطروحته في الدكتوراه والتي حاول فيها التوفيق بين الرؤيتين الكاثوليكيّة والبروتستانتية (خاصّة عند كارل بارث)، في واحدة من أهم الموضوعات جدلاً بينهما، وهو موضوع التبرير. إنّه هناك يصرّح بأنّ الموضوع الذي كان أحد أسباب انفصال البروتستانت عن الكاثوليك منذ مجمع ترنت (1545 ـ 1563م) يُمكن اليوم إعادة النظر فيه لإيجاد توافق، وأنّه ليس مبرّراً لانفصال مذهبين عن بعضهما.
تطوّرت أفكار كونج على مراحل، ورغم كونه أحد المستشارين…مفهوم الشّهادة في فكر شريعتي (الثّورة، الثّأر، الوراثة)
فاطمة الموسوي
"كم هي غيرُ قابلةٍ للتّحمّل رؤيةُ كلّ ذلك الألم، كلّ هذه المأساة في ملامح ما، الملامحُ التي تقصّ كلَّ ألمِ إنسانٍ في سيرة حياته المظلومة، الملامحُ التي كتمثالٍ للغربة والوحدة والألم، تمدّدَ من أمواجِ الدم في الصّحراء.. ووقف على ممرِّ التّاريخ، كأنّه السّندانُ تحت ضرباتِ العدوّ والصّديق، تحت مطارقِ آلهةِ التّاريخ الثّلاثة، طوال التّاريخ...من آدم..حتى هو، هو نفسه !![1]
إنَّ المطّلعَ على المُنجَزِ المعرفيّ للدّكتور شريعتي، ولو بنحوِ الإجمال، سوف يواجهُ شاعراً كالمِرْجَلِ ما فتِئ يغلي ليل نهار حرقةً على مبادئَ ضُيعَتْ ومفاهيمَ انحرفَتْ، في ظلّ أنظمةٍ سياسيّةٍ عمِلَتْ على إعادة صوْغ المفاهيم والأهداف وفق ما يخدم رؤيتَها…خفوت الصّوت الأنثوي في واقع التّبليغ الاِفتراضيّ (عوامل الإخفاق وأسباب النّهوض)
فاطمة الموسوي
قبل أيام عدّة، وقع بين يديّ مقالٌ يعالج إشكاليّةَ التّراجع الملحوظ في الدّور التّبليغيّ النّسويّ على مواقع التّواصل الاجتماعيّ، وقد أكّدَتْ فيه الكاتبةُ على حَصر نشاطات العنصر النّسائيّ في هذا العالم بإطار تكريس الانتماء الحزبيّ والسّياسيّ، فضلاً عن التّشديد المبالغ فيه على الجوانب الطّقوسيّة والشّعائريّة، بحيثيّتها المثيرة للعقل الجمعيّ لمختلف فئات المجتمع، بما يعنيه الأخيرُ من تغييب العقلانيّة والبُعد عن الذّهنيّة النّاقدة المدقّقة، مع الإفراط في الانفعاليّة باتّخاذ المواقف وتبنّي الأفكار وتغليب الجوانب العاطفيّة والذّاتيّة على حساب الموضوعيّة في التّعامل مع الواقع الخارجيّ. ولكن، ولمقاربة هذه الحالة، نحتاج لدراسةٍ أعمق نتناول فيها الأُسُسَ البنيويّةَ والعواملَ الجوهريّةَ الدّاعيةَ…